المقالات

تاريخ صناعة العطور عند العرب قديمًا

شهدت صناعة العطور العديد من التحديات والتغيرات على مدار آلاف السنوات، فهي من الصناعات التاريخية التي بدأت منذ فجر التاريخ، ومازالت مستمرة حتى وقتنا هذا.

لم تكن صناعة العطور مبنية فقط على التركيبة العطرية باستخدام الأزهار والزيوت العطية المختلفة، بل هي حرفة مرت عليها العديد من التقنيات والأساليب المعقدة لتصل لنا في شكلها الحالي. تاريخ صناعة العطور عند العرب قديمًا كانت من المهن المقدسة، وذلك لاستخدامهم العطر بشكل أساسي في الطقوس الدينية.

تاريخ صناعة العطور عند العرب قديمًا

يعود تاريخ صناعة العطور عند العرب قديمًا إلى الحضارة المصرية القديمة، والتاريخ الإسلامي. فلكل من الدول العربية دورًا في صناعة العطور، واكتشاف مركبات عطرية جديدة تناسب جميع الأذواق.

صناعة العطور في مصر القديمة

كان المصريون القدماء هم أول من عملوا في صناعة العطور عن طريق استخلاص الزيوت العطرية من الأزهار، الأخشاب، والتوابل. وكان ذلك لاحتياجهم لتلك الروائح العطرة في ممارسة طقوسهم الدينية، والجنائزية الملكية.

كما كان يقتصر صنع العطر على الملوك والطبقة العليا من الأمراء والكهنة لاستخدامه في الحياة اليومية والمناسبات والاحتفالات الرسمية.

اعتمدت طريقة صنع العطر في مصر القديمة على اتباع تقنين فقط وهم:

  1. وضع المواد الخام من زهور، ورود، جذور أشجار وغيرها على لوح كبير من ورق البردي مع القليل من الماء. ثم تقوم السيدات بمسك أطراف الورق وعصرة لاستخلاص الماء العطري من الورود والاحتفاظ به في الأواني الفخارية، ثم غلقها وتركها لعدة أيام لتصبح عطر مركز يمكن استخدامه.

  2. حرق المواد العطرية من أزهار وورود، لخروج رائحته وتعطير الجو بها في المعابد، والمنازل. كما كانت تلك الطريقة المتبعة لاستخدام العطور في الجنائز الملكية.

صناعة العطور في التاريخ الإسلامي

اشتهر العرب في التاريخ الإسلامي باستخدامهم للعطور للتطيب، فهي من السنن المأخوذة عن الرسول (ص) حيث كان محبًا لاستخدام المسك والعطور.

كانت صناعة العطر في تلك الحقبة تعتمد بشكل كامل على المصادر الطبيعية من الأزهار، الأعشاب، الأخشاب، والحيوانات. ومن أشهر العطور التي حرص العرب على استخلاصها عطر العود، المسك، العنبر، والياسمين.

برع علماء العرب والكيميائين في استخلاص الزيوت العطرية، عن طريق تقنية التقطير. كما عملوا على تركيب خلطات عطرية فريدة من نوعها تجمع بين مجموعة من الزيوت العطرية.

وكان لعلماء المسلمين دورًا كبيرًا في تسجيل تاريخ صناعة العطور عند العرب قديمًا وعلى رأسهم ابن سينا، الذي اشتهر بخبرته في عالم الطب والطبيعية، والذي حرص على كتابة كتابه الشهير كيمياء العطور، وهو من الكتب التاريخية التي تضم مجموعة كبيرة من التركيبات العطرية، طريقة صنعها، وكيفية استخدامها أيضًا.